المعرض الأول لفن الميديا


بمشاركة أكثر من 100 فنان يبحثون عن التغيير والتجديد ..

«المعرض الأول لفن الميديا» نقلة نوعية كبيرة في التجارب التشكيلية السعودية


هدى الشهري/تكوين حروفي/ كوفي

    افتتح الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية يوم الاثنين الماضي معرض "فن الميديا الأول" ومعرض " خطاطي وفناني المملكة الثالث " الذي نظمته وكالة الوزارة للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام وأقيم بمركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي بالرياض.


ويأتي معرض " خطاطي وفناني المملكة الثالث " الذي يحتوي على عدد (150 عملاً) (بمشاركة 77خطاطاً وفناناً تشكيلياً) ذات مضامين مختلفة منفذة بأنواع الخطوط العربية المختلفة وبخامات وأساليب فنية معاصرة؛ لما يمثله من إثراء لحركة الفنون السعودية ويعد ثالث مسابقة تنظمها الوزارة، تقدم لها ما يقارب (250 عملاً خطياً وتشكيلياً)، بمشاركة عدد (100خطاط وفنان تشكيلي). هذا وشهد "المعرض الأول لفن الميديا" نقله نوعية كبيرة في التجارب التشكيلية المطروحة في الفن المعاصر، حيث شارك بالمعرض عدد (50 فنانا وفنانة) بما يقارب (100 عمل تشكيلي)، تم قبول (40 عملاً تشكيلياً) للعرض، لعدد (30 فنانا وفنانة) ويأتي بهدف إثراء الفنون البصرية، وعرض تجارب الفنان السعودي، والانطلاق نحو التجديد والابتكار في توظيف واستخدام الوسائط والخامات التي تخدم الفكرة، على أساس أن العمل الفني ليس منتجا جماليا، بقدر ما هو منتج فكري مترجم تشكيلي.
وأكد الدكتور ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشؤون الثقافية أن وزارة الثقافة والإعلام ممثله في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية أخذت على عاتقها تعهد الإبداعات الفنية التي ظهرت في فترة ما بعد الحداثة والفن المعاصر في الفن التشكيلي ورعايتها.
وأشار الحجيلان إلى أن وكالة الوزارة للشؤون الثقافية تحرص على تشجيع الأساليب والتجارب الفنية المعاصرة التي تبشر بالتألق في مسار الحركة التشكيلية السعودية، حيث قامت بتوجيه من معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة بتنظيم المعرض الأول لفن الميديا، لخلق روح المنافسة بين الفنانين السعوديين من الجنسين، وعرض تجاربهم في مجال فن الميديا، وتشجعيهم للانطلاق نحو التجديد والابتكار وتوظيف كل ما هو جديد وغير تقليدي في الفنون التشكيلية، ولاكتشاف مواهب فنية جديدة ولاستمرار حراك الفعل الفني وتعزيز المشهد الثقافي في المملكة. هذا وقد تم خلال المعرض تكريم الفنان الكبير التشكيلي الأستاذ عبد الله المرزوق كرمز تشكيلي سعودي عن مسيرة عطائه التي امتدت لسنوات طويلة في مجال الفنون البصرية. كما تم منحه جائزة التحكيم والتي تكونت من الدكتور صالح الزاير، والدكتور علاء الدين حسن، والفنان الأستاذ عثمان الخزيم، عن عمله المفاهيمي " قوس قزح الصحراء" الذي يقول عنه : أحاول تقديم رؤية فنية حديثة إلى الارتباط بالواقع والاندفاع بها نحو أفاق جديدة مبتكرة وسريعة، وفي نظري عندما تكون الاطروحة أو الرؤية واضحة المعالم تتم عملية الإبداع في الفن. من الألوان والكولاج والملصقات بها دلالات كثيرة أنه طرح لأرضية جديدة كان فارق الزمن عامل أساسي في التغيرات والفوارق وبلورة الفكرة. وفي الواقع لا أريد أن أبحث في أعماق هذه الأعمال وكشف مفرداتها بقدر ما تخلق حوارا بناء مع المتذوق للحصول على متعة المشاهدة.
الدكتور علاء الدين محمد حسن في رؤيته وقراءته لبعض أعمال المعرض قال إن الفنون غيرت ذات الوسائط الرقمية - باعتبارها أحد إفرازات فن المفهوم- من طبيعة الصورة العامة للفن ، كما غيرت من مفهومنا عنة من خلال بحثها الدائم عن الوسائط ذات البدائل غير التقليدية ، ومن هنا نتجت عنها نتائج وحلول تتخطى العالم الموضوعى بما يمثلة من أشياء مرئية يمكن ادراكها حسيا ، تبتعد بنتائجها عن المراقبة العقلية.
وأشار إلى أن فناني الميديا عمدوا الي تخطى الفن نفسه تكريسا لرؤية جديدة للواقع الواقع الذى اخضع في السابق للتفسير والتأويل وإعادة البناء وفق قناعات الفنان وميولة ، و تعكس أعمال كل من الفنان راشد الشعشعى و الفنانة سارة خوجة هذا المفهوم بشكل واضح حيث عمل كل منهما علي توظيف كافة البدائل التكنولوجية من تقنيات وفلاتر وأصوات رقمية ، تضافرت كلها لتعكس مضامين انسانية ركزت عند الفنان راشد الشعشعى علي المضمون الدرامي المنعكس من قدرات الابيض والاسود فى تأكيد القيمة التعبيرية وتؤكد أعمال كل منهما على امكانية اختصار الزمان والمكان فى تتابع متناغم يؤكد على انسانية الافكار ويبعد بها عن النزعات الفنية المتطرفة.
وتمثل أعمال كل من الفنان محمد حيدر، والفنان محمد بنتن ، والفنانة شذا عبد الله ، والفنان خلف جزاء الشمرى نماذج متميزة في الاستفادة من الأشياء جاهزة الصنع وتحويلها الى مادة جمالية يمكن تحميلها بأفكار ومفاهيم وتوجهات فلسفسية تدعو للجدل وهذا من خلال استخدامات مأخوذة مباشرة من الواقع وإدخالها فى العمل بعد اجتزائها من محيطها الاساسى.
وأشار الدكتور علاء الدين إلى أن الجديد في هذا المعرض هو طريقة التعامل مع عناصر العمل المتغيرة كليا، ومع اللون بصفتة عنصرا مستقلا فلم يعد التنظيم يمارس وفق ما تقتضية المفاهيم الفنية الكلاسيكية، حيث سعي الفنان عبد الله المرزوق الي تخطي فكرة الايهام البصري بالبعد الثالث واستعاض عنها بالتعبير عن جمالية خالصة وظف من خلالها أشكالة المسطحة، وأعلن من خلال تنظيمه لعناصر أعمالة بقدراته الفنية في تحقيق الاتزان كقيمة فنية وهذا من خلال أعتمادة على العلاقات المحكمة بين الافقى والرأسى كما أضفت القيم الملمسية الناتجة عن استخدام الشرائح ألالكترونية جو من الحيوية على سطح اللوحة.

عمل :»انتظار» لمحمد بنتن/خامات مختلفة/فن فراغي
الفنان محمد بنتن الحاصل على جائزة اقتناء عن عمله "انتظار" تحدث قائلا: "دائما في حالة.. انتظار.. خلف الابواب.. امام الابواب.. انتظار.. وسط الابواب.. ايضا.. انتظار.. تعرف الابواب جيدا معنى الانتظار.. فهل جربت يوما أن تكون في.. انتظار.. للباب عين سحرية.. يا لها من سحرية.. لم تعد سحرية.. لو كانت سحرية لما جعلتني في.. انتظار ولكنها أصبحت عدسة مكبرة.. علها تقرب البعيد.. أو تأ تي يوما بالجديد.. أوتخفف عني.. الانتظار أخشى أن يطول بك الانتظار.. لا تقلق فهناك كرسي الانتظار.. إذا رغبت بالجلوس عليه للانتظار.. فكل ما عليك هو.. (الانتظار)"

عمل :»قوس قزح الصحراء « عبدالله المرزوق/خامات مختلفة/فن مفاهيمي
أما الفنان حمد حيدر الحاصل على جائزة اقتناء عن عمله " قضايا " فيقول: " إن القضايا عبء يؤرق الإنسان منذ الأزل سواء كان على المستوى الشخصي أو العالمي وتستمر هذه القضايا حسب اقتضاء المصالح إما كقضايا معلقة أو مجمدة أو تظل عائمة. ولقد آبا الإنسان إلا أن يجعل حياته معقدة تمتلئ بالقضايا التي تنغص عليه راحة البال وهنئ العيش والإحساس بالأمان لذالك هو المتهم الاول. وإنا ما نؤكد عليه في رسالتنا أن الإنسان هو القضية الرئسية ولانه المتأثر الاول من تلك الجرائم التي إرتكبها في حق نفسه كالحروب والفقر والأوبئة والتلوث وغيرها في كل أنحاء العلم فهو المدعي والمعي عليه .
الفنان فهد القثامي يقول عن عمله المفاهيمي "المسمار الساجد" : لاحظت في أحد أعمالي جزءاً صغيراً يقف فيه مسمار، وبشكل لافت للانتباه ، أحسست لحظتها بأن هذا المسمار الأداة المهمشة.. يحمل الكثير والكثير من المعاني والدلالات.. كأن للمسمار كيان وروح مستقلة وحياة أخرى تشبه حياتنا.

عمل :»قضايا « لمحمد حيدر/خامات مختلفة/فن فراغي
أما الفنان فيصل الخديدي قيتحدث عن عمله " ثمة ما يستحق"بالقول:
الإنسان قُد من معاني النسيان تارة ومن معاني الظهور تارة أخرى، فيكون ظاهراً في مبادئه وقيمه وفكره وأخلاقه ودينه، ومتى ما هبت عليه رياح النسيان فإن الأثلجة والتجميد هو البديل لكل ما هو قيم ووسط أكوام المجمدات ثمة ما يستحق. فهل ثمة ما يستحق؟؟
المعرض ولأنه حمل أبعادا جديدة في مفهوم الفن في السعودية ولأن فنانيه قدموا الكثير والكثير خصوصا في هذا المعرض الذي سيمثل تحولا كبيرا في عالم الفنون المحلية نترككم مع بيان الفنان راشد الشعشعي حول عمله الاستشرافي " إلى متحف الفن السعودي " والذي يقول عنه: الحركة التشكيلية السعودية عاشت في مضى عصراً ذهبياً... أنجزت فيه الكثير من الأعمال وواكبت الكثير من المدارس.. واتسمت بالوفرة.. وبرز فيها رموز كانوا أساس تلك المرحلة.. ومحركيها.. فبات لزاماً في عصر تغيرت ملامحه..

عمل :» ثمة ما يستحق « فيصل الخديدي/ فن مفاهيمي/خامات مختلفة
وتوجهاته.. وولد فيه ألف اتجاه واتجاه في الحركة الفنية.. وتعدد الفنون.. أن يقام متحف.. لتوثيق تلك المرحلة.. وفرسانها.. والاحتفاء بها.. وبكل ما قدموه للفن.. واليوم وبهذه المسابقة والتي عنوانها التنوع والتغيير.. نحن نعيش حالة تطور جذرية حالة تنوع في الفنون البصرية.. وفينا رغبة قصوى بأن ننطلق للمرحلة القادمة بالفنون... مخلدين ماضينا... متوجهين بخطى واضحة الملامح نحو مستقبلنا... حيث الإبداع لا حدود له... إلى متحف الفن السعودي... حيث الرحلة وصلت منتهاها.. كل أمتعة الزمان حملناها.. مرحلة السفر والإبحار في اللون واللوحة.. في الفن والتشكيل عشناها.. واليوم تعددت أمامنا الطرق.. تنوعت باللون والصورة... والوجهة... أعلنت الفنون تشكيل وأكثر من ذلك.. لوحة وأكثر من ذلك... وتساؤل سكن الخاطر لوهلة... هل يا ترى كل الرحلات في ما مضى.. كل الإبحار الذي كان سينتهي... ولوحات احتضنتها المحطات... ستختفي... وتضيع سدى... أم يا ترى دربّ جديد سيقودها... نحو متحف الفن السعودي... مخلدة بذلك ذكرى الذي كان نبعّ سقى من جاؤوا اليوم.. فرساناً لا بد أن يحتفى بهم... تكريماً وعرفاناً... وذاكرة سيعرفها القلب اليوم أو غداً... فالرحلة مستمرة... وأكبر الأدلة تواجدنا ها هنا اليوم... حيث الفن صورة لونّ وصوت... لا يعرف الحدود... ننطلق فيه للغد...

- عمل :» المسمار الساجد « فهد القثامي/ فن مفاهيمي/حديد.


تعليقات