الفن الحديث الذى تولد مع الفكر التطورى العالمى في مجال العلم
والثقافة والصناعة ..، وذلك منذ بداية الحركة
التأثيرية, وثورتها على تقاليد ممارسة الفن في
أوروبا, والتي بدأت بوادرها مع
افلاطون و استمرت أكثر من ثلاثة آلاف عام, وذلك عندما أطلق أفلاطون نظريته المادية
الشهيرة في الفنون الجميلة, في إطار فلسفة الحق والخير والجمال, ووصفها بأنها إعادة
صياغة المرئيات المحيطة, في أعمال اتسمت بالمحاكاة والتقليد، مما أعطى هذا الفن
الحديث مفاتيح التعبير, بالتجريب المستمر في الفكر والتطبيق, وباتت هناك علامات
فنية مميزة, بمسميات لم تكن من قبل, كالتكعيبية والمستقبلية والبنائية.. والتي شملت كل صنوف الفن التشكيلي "منذ أن قام سيزان بتفتيت
الشكل, وإعادة صياغته في الفراغ، مما دفع أهل الفن إلى البحث عن تلك القوانين
الأساسية في نظام بناء العمل الفني الذى يصنعونه, مع تذويب الفواصل بين تصنيفات
الفنون التي نادت بها الحضارة الإغريقية, وظلت مستمرة حتى بداية القرن العشرين.
و أصبح مسمى الفن
التشكيلي محور التعبير الفني الأساسى عند الفنان المنتج.
ومن هنا اختلف مفهوم الفن
في الفن المعاصر، فأصبح يتقبل هذا المجال مختلف الخامات والتقنيات, التي من خلالها
يمكن تحقيق المفاهيم والأفكار والفلسفات والقيم التعبيرية والتشكيلية, التي تجعل
منه رسالة هامة، فبالإضافة لكونه نقطة تحول من المشغولة التقليدية إلى العمل الفني
المفاهيمى، فإنه يعد كذلك مقياساً للنضج العقلى والتحرر الفكرى، مما أدى إلى تغير
الرؤية والتعبيرية للعمل الفني, لذلك أصبح التجريب مدخلاً هاماً في بناء العمل
الفني، و الرؤية كأحد مصادر التجريب.
تعليقات